السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 12 يونيو 2017

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ٤٦


في مجلس الشريف نواف آل غالب حفظه الله (46)
البارحة مساء الخميس 21 / 4 / 1438هـ، حضر عند الشريف اعضاء اللجنة الوطنية بمنطقة جيزان، فدعاني الشريف مع سعادة البروفيسور عبد المنان بار ، استاذ في الإرشاد النفسي، وأحد أعضاء لجنة المناصحة .
وقد امتد اللقاء إلى منتصف الليل.
واللجنة الوطنية بمنطقة جيزان تبنت مشروع (وطني مسؤوليتي) لينفذ على الطلاب في مراحل التعليم بمنطقتهم.
وكانوا قد جاءوا لأداء العمرة، وزيارة بعض أعيان مكة، فوقع اختيارهم على الشريف نواف آل غالب حفظه الله.
وطلب سيادة الشريف من سعادة البروفيسور عبدالمنان بار، أن يتكلم ويقدم بعض المشورات النفسية لأصحاب المشروع ، الموجه أصلاً للشباب .
وكان مما قاله البروفيسور عبدالمنان بار حفظه الله :
"مشكلتنا في مجتمعنا التعامل بسلبية مع الشباب!
نحتاج إلى أن نعامل الشباب بإيجابية؛
والتعامل الإيجابي يرتكز على ثلاثة محاور :
المحور الأول : أن نعامل الشباب بطريقة تشعره بثقتنا فيه، حتى وإن وقع في الخطأ.
المحور الثاني : أن نشعر الشاب بتقبلنا له، وعدم رفضنا له .
المحور الثالث : العاطفة الوجدانية وما يدل عليها، كالمسح على الرأس، أو التربيت على الكتف، ونحو ذلك.
وأفاض سعادته في شرح هذه المحاور وضرب الأمثلة على ذلك.
وتحدث الشيخ المحامي الشرعي خالد العسيري، عن الإرهاب عند الشباب، وكيف يتم الحوار معهم، وذكرأن محاورة هؤلاء الشباب تحتاج إلى ثلاثة أمور:
الأمر الأول : أن لا يكون المحاور في محل الدفاع عن الدولة أو المجتمع، إنما يجعل كلامه قائما على الدليل ولنصرة الحق مجرداً.
الأمر الثاني : أن على المحاور أن يعترف بما لدى الشاب المتبني لفكر الإرهاب من حق، لأنهم في الغالب يلبس عليهم الحق بالباطل، فيحاول المحاور أن يفصل الحق عن الباطل، ويركز نقاشه ورده للباطل، فلا يكون في صورة من يرد كل ما لدى الشباب فيرد الحق والباطل.
الأمر الثالث: الأهلية العلمية للدخول في الحوار في هذه الموضوعات.
وذكر أنه بدون هذه الأمور يفشل الحوار.
وطلب مني سيادة الشريف التعليق، فسألت أعضاء اللجنة عن مشروعهم، وعن محاوره، فذكروا أن مشروعهم يقوم على أساس تنمية تسع قيم في نفوس الشباب من المرحلة الابتدائية ، والمتوسطة والثانوية.
وذكروا أن في كل مرحلة دراسية يركز على ثلاث قيم، ففي الابتدائية في الصفوف الثلاثة الأولى يركز على ثلاث قيم عمليا ، ثم تعاد في الصفوف الثلاثة الأخيرة بالكلام عنها وتوضيحها. ومن القيم في هذه المرحلة: النظافة والنظام .
وفي مرحلة المتوسطة ثلاث قيم، ومنها الصداقة .
وفي مرحلة الثانوية تأتي ثلاث قيم منها قيمة المسؤولية والوطنية .
فشكرتهم على هذا المشروع، وذكرت أن من الملفت للنظر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار في حديثه لابن عباس رضي الله عنه لما أردفه خلفه إلى قيم شرعية لما قال له:
"يا غلام ... إني أعلمك كلمات :
احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك .
إذا سألت فاسأل الله .
وإذا استعنت فاستعن بالله .
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف".
توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الخطاب لابن عباس رضي الله عنه، فيه ما يشعر بأن هذه الأمور من أهم مكونات الشخصية التي يحتاج المسلم أن تغرس فيه من صغره.
ومن خلال مشاركتي في حوارات مع بعض الشباب في هذا الباب، وجدت أن اختلال هذه المعاني هو أهم سبب في وقوع الشاب في الفكر الضال .
وطلبت منهم النظر في إدراج هذه المعاني في الحديث ضمن القيم، في مشروعهم.
وتم الحديث عن جيزان وأنشطتها، ودعونا إلى زيارة المنطقة، فذكرت لهم أني زرتها في دورة عند الشيخ زيد المدخلي رحمه الله، قبل وفاته بسنوات ، شرحت فيها قصيدة (غرامي صحيح). 

ورحبت بتكرار الزيارة مع سيادة الشريف إن شاء الله ، في أقرب فرصة تتيسر، بإذن الله.