السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 22 نوفمبر 2015

دردشة ٢٥: في الدليل


دردشة ... في الدليل
الدليل هو ما يوصل للمطلوب .
وفي مسائل الشرع الدليل؛
اما ان يكون آية محكمة من كتاب لله .
وإما ان يكون سنة متبعة .
وإما ان يكون اجماعا .
وإما ان يكون قياسا صحيحا.
واختلف في غير هذه الادلة ، ويقال عنها ادلة مختلف فيها . (وقد افردتها بسلسلة منشورات تجدها في المدونة).
والدلالة تكون باعتبار دلالات الالفاظ من القرآن والسنة.
ودلالات الالفاظ لها قواعد.
والالفاظ ان كان لها معنى خاص في الشرع سمي حقيقة شرعية .
فإن لم توجد حقيقة شرعية فسر اللفظ بما تعارف عليه الصحابة رضي الله عنهم ويسمى هذا حقيقة عرفية.
فإن لم توجد حقيقة شرعية ولا عرفية رجع في تفسير اللفظ الى لغة العرب.
ولنأخذ على ذلك مثالا : 
لفظ (الارحام)... جاء في النصوص الشرعية ولم يأت له تفسير شرعي خاص ولا تفسير عرفي خاص. فرجعنا الى كتب اللغة.
وجدنا كتب اللغة تقول : الارحام هم الاقارب من جهة الاب .
ووجدنا الشرع عظم حق الام ... وعليه فإننا يمكن ان نفسر الارحام بالاقارب من جهة الاب والام ... باعتبار تعظيم الشرع لحق الأم.
والارحام = الاقارب من جهة الأم والأب، وأصولهم :
الجدان .
الجدتان.
العم .
العمة.
الخال.
الخالة.
اما اولادهم فالاحسان اليهم والصلة لهم من الصلة بأصولهم لكن تبرأ الذمة بصلة الاصول فيكون ما زاد من باب التمام والكمال.
والعرف معتبر في مثل هذا فإن العادة محكمة.
وفائدة هذا المثال توضيح طريق الاستدلال الذي لا يأتي بالنص مباشرة.

وفيه اهمية الانتباه لطرائق الاستدلال فليست القضية مجرد آية او حديث . والله الموفق.

دردشة ٢٤: في إدارة الحياة


دردشة ... في إدارة الحياة!
كل مشروع يقوم على فكرة، يخطط لهذه الفكرة، ثم تنظم الأعمال وتوزع، ويرتب التواصل مع العاملين على المشروع، وتتم المتابعة والرقابة الدورية.
والمسلم في حياته يعيش مشروع حياة ، حددها له الرب بقوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: 56) .
يعيش الإنسان مراحل حياته من طفولة إلى شباب إلى رجولة إلى كهولة إلى شيخوخة ووفاة ، ولكل مرحلة أحكامها، والعبادات في اليوم والليلة وفي الأسبوع، وفي السنة، وفي العمر.

والصلاة صلة بين العبد وربه.
والدعاء صلاة.
وأعمال البر يجد العبد عندها ربه، أخرج مسلم في صحيحه تحت رقم (2569) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي".
وعلى المسلم أن يتابع ويراقب نفسه، فاعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
ومن الله رقيب على كل مسلم، قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ (ق:18)، وقال تعالى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾ (الكهف:49).
فاجعل مشروع حياتك ناجحاً بطاعة الله جل وعلا، ، ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الأنعام:162).